في عالم يعتمد بشكل متزايد على الاتصال الرقمي فائق السرعة، يشهد عام 2025 هيمنة واضحة لدول الخليج العربي في قطاع الإنترنت عبر الهاتف المحمول، بينما تواصل سنغافورة ريادتها العالمية في سرعة الإنترنت الثابت (Broadband). هذا الترتيب لا يعكس مجرد أرقام في مؤشرات عالمية، بل يكشف عن استثمارات ضخمة في البنية التحتية واستراتيجيات وطنية طموحة تقودها هذه الدول.
إنترنت الموبايل: عصر السرعات الخليجية الخارقة ????
وفقاً لأحدث تقارير مؤشر "Speedtest" العالمي من شركة Ookla، تسيطر دول الخليج على المراكز الأولى عالمياً في متوسط سرعات الإنترنت عبر الهاتف المحمول، محققة أرقاماً قياسية بفضل التوسع الهائل في شبكات الجيل الخامس (5G).
تتصدر الإمارات العربية المتحدة القائمة بمتوسط سرعة تحميل مذهل يتجاوز 545 ميجابت في الثانية (Mbps)، تليها قطر في المرتبة الثانية بمتوسط سرعة يقارب 517 ميجابت في الثانية. وتكمل الكويت الثلاثي الذهبي بسرعة تصل إلى 378 ميجابت في الثانية.
هذه الأرقام لا تضع هذه الدول في صدارة الترتيب فحسب، بل تفوق بفارق شاسع المتوسط العالمي لسرعة إنترنت الموبايل.
قائمة أبرز الدول في سرعة إنترنت الموبايل (يونيو 2025):
الإمارات العربية المتحدة: 546.fourteen Mbps
قطر: 517.44 Mbps
الكويت: 378.forty five Mbps
البحرين: 236.77 Mbps
كوريا الجنوبية: 218.06 Mbps
الإنترنت الثابت: سنغافورة في القمة والبنية التحتية هي الملك ????
عندما يتعلق الأمر بالإنترنت الثابت عبر الألياف البصرية، تحافظ سنغافورة على مركزها الأول عالمياً بمتوسط سرعة تحميل يتجاوز 372 ميجابت في الثانية. تُعرف سنغافورة باستثماراتها المبكرة والاستراتيجية في شبكة الألياف البصرية التي تغطي كامل مساحتها الجغرافية الصغيرة، مما يسهل تقديم خدمات عالية الجودة.
وتشهد القائمة منافسة قوية على المراكز التالية، حيث حققت فرنسا قفزة نوعية لتحتل المركز الثاني عالمياً بمتوسط سرعة 315 ميجابت في الثانية، تليها الإمارات في المركز الثالث بسرعة 314 ميجابت في الثانية، لتكون الدولة العربية الوحيدة في قائمة العشرة الأوائل عالمياً في هذا القطاع.
قائمة أبرز الدول في سرعة الإنترنت الثابت (مايو 2025):
سنغافورة: 372.02 Mbps
فرنسا: 315.38 Mbps
الإمارات العربية المتحدة: 314.forty nine Mbps
هونغ كونغ: 310.24 Mbps
تشيلي: 297.75 Mbps
تحليل أسباب التفوق: ما سر هذه السرعات؟
الوصول إلى قمة الترتيب العالمي ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تضافر عدة عوامل رئيسية:
الاستثمار الحكومي المكثف: وضعت دول مثل الإمارات وقطر وسنغافورة تطوير البنية التحتية الرقمية كأولوية وطنية. الحكومات هنا لا تدعم القطاع فحسب، بل تستثمر بشكل مباشر في شبكات التحليلات الألياف البصرية والجيل الخامس كجزء من رؤيتها للتحول الرقمي والمدن الذكية.
تغطية الألياف البصرية الشاملة (FTTP): الدول الرائدة في الإنترنت الثابت هي تلك التي اقتربت من تغطية one hundred% من المنازل بشبكات الألياف الضوئية، مما يلغي عنق الزجاجة الذي تسببه الكابلات النحاسية القديمة.
المنافسة بين مزودي الخدمة: وجود منافسة صحية بين شركات الاتصالات يدفعها إلى تقديم عروض أفضل وسرعات أعلى وباقات أكثر تنافسية لجذب العملاء.
الكثافة السكانية والمساحة الجغرافية: تلعب الجغرافيا دوراً هاماً. فالدول ذات المساحة الصغيرة والكثافة السكانية العالية، مثل سنغافورة وهونغ كونغ وقطر، تجد من الأسهل والأقل تكلفة تغطية أراضيها بالكامل بأحدث الشبكات.
في الختام، يُظهر سباق سرعة الإنترنت لعام 2025 أن الريادة الرقمية أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بالرؤية الاستراتيجية والاستثمار المدروس في البنية التحتية المستقبلية، وهي المعركة التي تتفوق فيها دول الخليج وآسيا بشكل واضح.